المـجد والجـهاد تـوأمـانِ
قصيدة رثاء فقيد العترة .. و خادم العشيرة .. أب الأيتام الحبيب هاشم بن محمد الحبشي و قد تلاها سيدي الوالد الشاعر حسين بن عبد الرحمن السقاف أمام الحاضرين في اليوم الرابع من وفاته و ذلك يوم الأربعاء 16 جمادي الأول لعام 1400 الموافق للثاني من شهر أبريل 1980
المـجد والجـهاد تـوأمـانِ |
|
و العيش للاحيـاء كالـميـدانِ |
من خلف الاثـار عاش خالدا |
|
فالذكـر بعد المـوت عمر ثاني |
فإنـما المـرء حـديث بـعده |
|
حديث إعـجاب أو اسـتهجان |
ما العيش الا فرصة يرصص الـ |
|
مرأ بـها حجارة البــنيان |
فمن بنـى أخلد يـوما ذكره |
|
يبقى البــناء و يـموت البـاني |
بالمـوت يبدأ العظيم عيشه الـ |
|
ثاني بلا جســم و لا أبـدان |
ما عيشة الانسان لو قيس بعمـ |
|
ر الكون إلا عـدة ثـواني |
هذا هو المـوت خطيب مصقع |
|
يخطب فـي الناس بلا لسـان |
كم زعزع القلوب كم أبكى و كم |
|
أســال أدمعًا مـن الأحـزان |
كم كان شـملا جامعا فـفضّه |
|
كم هدّ من ركن و من كيان |
بين نـرى زوجين في شـمل إذا |
|
بالمـوت قـد تـفرق الزوجان |
|
|
|
اليوم نبكي فـي مقامنا أبـا |
|
قـد كان أمس الرمز للإيمان |
فقيدنا الحبيب هاشـم الـذي |
|
لم يختلف فـي فضله اثـنان |
فكم لـه يد على جمعية الـ |
|
خير علـى رابطة الأخـوان |
جمعية الخير الـتي كم أخرجت |
|
مـن قاعها الابطال فـي الميدان |
تفجرتْ من بحرها الأنـهار في |
|
كل بقاع الأرض و البـلدان |
و كم بسـعيه استقام الدار للــ |
|
أيـتام هل فـي ذاك من نكران |
كم مـن عقود قام خادما لهم |
|
يـكابد الأخطار و يـعانـي |
إن قامت بالتجديد بعده يـد |
|
فالفـضل طبعا راجـع للبـانـي |
|
|
|
أحدب ظهره الجـهاد في سبيـ |
|
ل الله و الخـدمة للعـرفان |
نفسـية كريـمة قـد جبلت |
|
طول حياتـها علـى الاحسان |
هذا الذي ما كلَّ يوما عزمُه |
|
أو فرَّ يوم الزحف من ميدان |
فهذه اثـاره مـن بـعده |
|
تلمع بين الناس كالتـيجان |
كأنها شـمس السماء في الضحى |
|
و الشـمس هل تنكرها العينان |
|
|
|
اليوم مات قائـد الجـهاد ما |
|
ت رجـل الكفاح مات البـاني |
فما أقـل قادة الأعمال مـا |
|
أكثر فـينا قـادة اللسـان |
الله جـل شـأنه قضـى بأ |
|
ن المـجد و الجهاد تـوأمان |
قـد كان للأبـناء خير قدوة |
|
فـي الصبر والثبات و الإيمان |
دماثة الاخلاق دأبُه أ هل |
|
هجا أو اغتاب على إنسـان |
|
|
|
فـودعوا اليوم أبـاكم إخوتـي |
|
بأدمع الاشـجان و الاحـزان |
فمـوته مصيـبة الجميع لا |
|
تـخص طائفا مـن الإخـوان |
الـى اللقاء يا أب الأيتام إنــ |
|
نا بـعدك الالحاق فـي أمـان |
ان افـترقنا سـاعة فإنـما |
|
لنـتلاقي فـي القريب الدانـي |
نـم فـي ثـراك هادئا مطمئنا |
|
بين لفيف الحـور و الولـدان |
الـى اللقاء في جنة الخلد غدا |
|
موعدنا الكـوثر فـي الجنان |
فـي ذمـة الله و فـي جـواره |
|
و عـفوه الواسـع والغفـران |
و فـي جوار المـصطفى محمد |
|
مـن جـاءنا بـأكمل الأديـان |
صلـى عليه الله مـا هب الصبا |
|
مـا سـبحت مـلائك الرحمن |
Posted on January 4, 2012, in Uncategorized. Bookmark the permalink. Leave a comment.
Leave a comment
Comments 0